BraveHearT
:: V . I . P ::
للبحر هذا الكأس !
1-
للبحر هاجسُهُ،
ولي كالبحر هاجسْ
وله نوارسُهُ،
ولي دأبُ النوارسْ!
وله نفائسُهُ..
وكم أحرزْتُ منه على نفائس!
2-
للبحرِ هذا الكأسُ!
عاشَ البحرُ هذا العاشقُ الأزليُّ!
هذا الناسكُ الوثنيُّ،
هذا العابدُ الأوحدْ!
كم من إلهٍ عمّد البحرُ الوفيُّ،
ونصّب البحرُ الأبيُّ..
على رعاياهُ التي لولاهُ لم تؤمنْ ولم تَرْتدْ!
للبحرِ هذا الكأسُ!
أجذلَ من نسيم الصبح يلقاني..
ببسمته التي ارتسمتْ على شفتيه مِثْلَ هلالْ!
متلهفا ألقاهُ،
يهتفْ بي،
بصوتٍ غير مشحون ولا عالٍ ولا مُتعالْ:
(بالحضنِ!
ها قد عُدْتَ يا ولدي!
تعالَ تعالْ!
عَتقَ النبيذُ وأترعَ السّاقي الكؤوسَ وأنت في المنفى..
ولا مِنْ صاحبٍ من بعد ما ودّعتَ أوفى!
بالحضن!
هيّا ادخلْ إلى مقصورتي كي نحتسي نخبَك!
ونخطَّ في سفرِ الهوى فصلا يوثّق للورى حبيّ وحبَّكْ!)
فأغذ خطوي غير هبّابٍ،
وأعبرها،
وأخشعُ،
ثم أركعُ،
ثم أسجدْ!
وأهيبُ بالرّيح العتية أن تسوق الماشطات على عَجَلْ:
(سَرِّحنَ موْجَ البحر يا أبهى الحواري،
إن أمشاطَ العقيقِ على لْجَيْنِ الشطِّ تنتظرُ!
غَسِّلنَ وجْهَ البحرِ بالأَرَجِ المعتّقِ..
إن أحقاق الطيوبِ بمسْكها العبّاقِ تنهمرُ!
زَيّنّهُ..
حضّرْنَهُ!)
وأظلّ أدعو، أبتهلْ،
وأفيقُ من إغماءتي جَزِعا وَجِلْ!
للَّه دُّر الماشطاتِ فإنَّهُنْ..
في خفّةٍ وبراعةٍ من سِحْرِهنّ..
غَسّلْنَهُ،
سرّحنَهُ،
لبسنَهُ أحلى الحللْ،
فغدا محيطا مكتمِلْ!
وبدا كأروع ما يكون، ومدّ لي..
يده التي التمعت بقفاز الزّبدْ،
أمسكتها بتشبثٍ لا ينثني أو يتئدْ!
سرنا أنا والبحر مبتهجين باللقيا!
خِدْنينِ لا نلوي علي شيءٍ من الدنيا!
3-
للبحر ديدنُهُ
ولي كالبحرِ ديدنْ!
وله على الأيام معدنهُ،
ولي معدنْ!
وله هو الباقي طوالَ الدهرْ..
شِيمٌ تناقِضُ بعضَها:
مدٌّ يليه الجزرْ!
عسر يليه اليسرْ!
غضب يليه صفاءْ!
ضحك يليه بكاءْ!
ريحٌ تهبُّ كما تشاءْ
طورا رخاء،
طوْراً بلاءْ!
وأنا.. أنا العبْدُ الفقيرُ الأعزلُ،
ألراحلُ المستعجلُ،
شيمي العتيدةُ كلُّها..
مقدورة منذورة لا تُبْدَلُ!
أودسة فردية الأبعادْ!
بالموت تبدأ لحظة الميلادْ!
أعيى فؤادي كنهها!
4-
للبحر هذا الكأسُ!
ليت الريح تسمح أن أراقصها على شرفِهْ!
أو ليتها تذور رماد الروحِ في قلبِ العبابْ!
البحر مينائي، وفي كنََفِهِ..
أوَدْعتُ آخرَ ما كنزتُ من الرغابْ!
للبحرِ هذا الكأسُ!
موتي هنا عرسٌ بهيجُ الأنسْ!
نغَمٌ له جِرْسٌ، ورَجْعٌ واصطخابْ!
للبحر أول كأسْ!
للبحرِ آخر كأسْ!
أوّاهُ.. قد نَفَذَ الشرابْ!
للشاعر ( حكمت عتيلي )
الملقب ب.... عاشق البحر
رحمه الله
ولد الشاعر العتيلي في 8/8/1938 في بلدة عتيل قضاء طولكرم،
انتقل في مطلع عام 1976
مع عائلته إلى سان دييجو في جنوب كاليفورنيا،
وفي بداية تسعينيات القرن الماضي انتقل إلى منطقة لوس أنجيلوس
، حيث التقى بمجموعة من الشعراء والكتاب والصحفيين،
وأسس معهم المنتدى الثقافي العربي الأمريكي،
الذي مازال قائما حتى الآن، وانضم الشاعر
إلى تجمع الكتاب والأدباء الفلسطينيين في بداية تأسيسه
وساهم بتأسيس لقاء الأربعاء في منطقة لوس أنجيلوس
الذي ظل يساهم فيه سبع سنوات طويلة زاخرة بالأدب والشعر والثقافة.
صدر للشاعر حكمت العتيلي ديوان وحيد في
منتصف ستينيات القرن الماضي
حمل اسم (يا بحر) عن دار الآداب في بيروت.
وبسبب سنوات غربته القاسية،
لم يتسن للشاعر التواصل مع قرائه ومحبيه على الرغم أن لديه
ما يقرب من ستة دواوين شعر جاهزة للنشر،
نشر بعض قصائدها في مجلات ثقافية متخصصة
مثل (إبداع)، (جسور)، (أخبار الأدب) كما واصل
كتاباته النثرية والشعرية في صحف مهجرية كان
أهمها صحيفة (الوطن) الأسبوعية التي تصدر في لوس أنجيلوس.
توفي يوم الخميس الموافق 23 فبراير/شباط
في لوس أنجيلوس بجنوب كاليفورنيا، الشاعر الفلسطيني حكمت العتيلي،
الذي حمل هموم أمته العربية عامة وشعبه الفلسطيني خاصة،
حتى آخر لحظة في حياته.
وقد توفي العتيلي عن عمر يناهز السابعة والستين عاما.
رحمه الله وأدخله فسيح جناته
تحياتي لكم
1-
للبحر هاجسُهُ،
ولي كالبحر هاجسْ
وله نوارسُهُ،
ولي دأبُ النوارسْ!
وله نفائسُهُ..
وكم أحرزْتُ منه على نفائس!
2-
للبحرِ هذا الكأسُ!
عاشَ البحرُ هذا العاشقُ الأزليُّ!
هذا الناسكُ الوثنيُّ،
هذا العابدُ الأوحدْ!
كم من إلهٍ عمّد البحرُ الوفيُّ،
ونصّب البحرُ الأبيُّ..
على رعاياهُ التي لولاهُ لم تؤمنْ ولم تَرْتدْ!
للبحرِ هذا الكأسُ!
أجذلَ من نسيم الصبح يلقاني..
ببسمته التي ارتسمتْ على شفتيه مِثْلَ هلالْ!
متلهفا ألقاهُ،
يهتفْ بي،
بصوتٍ غير مشحون ولا عالٍ ولا مُتعالْ:
(بالحضنِ!
ها قد عُدْتَ يا ولدي!
تعالَ تعالْ!
عَتقَ النبيذُ وأترعَ السّاقي الكؤوسَ وأنت في المنفى..
ولا مِنْ صاحبٍ من بعد ما ودّعتَ أوفى!
بالحضن!
هيّا ادخلْ إلى مقصورتي كي نحتسي نخبَك!
ونخطَّ في سفرِ الهوى فصلا يوثّق للورى حبيّ وحبَّكْ!)
فأغذ خطوي غير هبّابٍ،
وأعبرها،
وأخشعُ،
ثم أركعُ،
ثم أسجدْ!
وأهيبُ بالرّيح العتية أن تسوق الماشطات على عَجَلْ:
(سَرِّحنَ موْجَ البحر يا أبهى الحواري،
إن أمشاطَ العقيقِ على لْجَيْنِ الشطِّ تنتظرُ!
غَسِّلنَ وجْهَ البحرِ بالأَرَجِ المعتّقِ..
إن أحقاق الطيوبِ بمسْكها العبّاقِ تنهمرُ!
زَيّنّهُ..
حضّرْنَهُ!)
وأظلّ أدعو، أبتهلْ،
وأفيقُ من إغماءتي جَزِعا وَجِلْ!
للَّه دُّر الماشطاتِ فإنَّهُنْ..
في خفّةٍ وبراعةٍ من سِحْرِهنّ..
غَسّلْنَهُ،
سرّحنَهُ،
لبسنَهُ أحلى الحللْ،
فغدا محيطا مكتمِلْ!
وبدا كأروع ما يكون، ومدّ لي..
يده التي التمعت بقفاز الزّبدْ،
أمسكتها بتشبثٍ لا ينثني أو يتئدْ!
سرنا أنا والبحر مبتهجين باللقيا!
خِدْنينِ لا نلوي علي شيءٍ من الدنيا!
3-
للبحر ديدنُهُ
ولي كالبحرِ ديدنْ!
وله على الأيام معدنهُ،
ولي معدنْ!
وله هو الباقي طوالَ الدهرْ..
شِيمٌ تناقِضُ بعضَها:
مدٌّ يليه الجزرْ!
عسر يليه اليسرْ!
غضب يليه صفاءْ!
ضحك يليه بكاءْ!
ريحٌ تهبُّ كما تشاءْ
طورا رخاء،
طوْراً بلاءْ!
وأنا.. أنا العبْدُ الفقيرُ الأعزلُ،
ألراحلُ المستعجلُ،
شيمي العتيدةُ كلُّها..
مقدورة منذورة لا تُبْدَلُ!
أودسة فردية الأبعادْ!
بالموت تبدأ لحظة الميلادْ!
أعيى فؤادي كنهها!
4-
للبحر هذا الكأسُ!
ليت الريح تسمح أن أراقصها على شرفِهْ!
أو ليتها تذور رماد الروحِ في قلبِ العبابْ!
البحر مينائي، وفي كنََفِهِ..
أوَدْعتُ آخرَ ما كنزتُ من الرغابْ!
للبحرِ هذا الكأسُ!
موتي هنا عرسٌ بهيجُ الأنسْ!
نغَمٌ له جِرْسٌ، ورَجْعٌ واصطخابْ!
للبحر أول كأسْ!
للبحرِ آخر كأسْ!
أوّاهُ.. قد نَفَذَ الشرابْ!
للشاعر ( حكمت عتيلي )
الملقب ب.... عاشق البحر
رحمه الله
ولد الشاعر العتيلي في 8/8/1938 في بلدة عتيل قضاء طولكرم،
انتقل في مطلع عام 1976
مع عائلته إلى سان دييجو في جنوب كاليفورنيا،
وفي بداية تسعينيات القرن الماضي انتقل إلى منطقة لوس أنجيلوس
، حيث التقى بمجموعة من الشعراء والكتاب والصحفيين،
وأسس معهم المنتدى الثقافي العربي الأمريكي،
الذي مازال قائما حتى الآن، وانضم الشاعر
إلى تجمع الكتاب والأدباء الفلسطينيين في بداية تأسيسه
وساهم بتأسيس لقاء الأربعاء في منطقة لوس أنجيلوس
الذي ظل يساهم فيه سبع سنوات طويلة زاخرة بالأدب والشعر والثقافة.
صدر للشاعر حكمت العتيلي ديوان وحيد في
منتصف ستينيات القرن الماضي
حمل اسم (يا بحر) عن دار الآداب في بيروت.
وبسبب سنوات غربته القاسية،
لم يتسن للشاعر التواصل مع قرائه ومحبيه على الرغم أن لديه
ما يقرب من ستة دواوين شعر جاهزة للنشر،
نشر بعض قصائدها في مجلات ثقافية متخصصة
مثل (إبداع)، (جسور)، (أخبار الأدب) كما واصل
كتاباته النثرية والشعرية في صحف مهجرية كان
أهمها صحيفة (الوطن) الأسبوعية التي تصدر في لوس أنجيلوس.
توفي يوم الخميس الموافق 23 فبراير/شباط
في لوس أنجيلوس بجنوب كاليفورنيا، الشاعر الفلسطيني حكمت العتيلي،
الذي حمل هموم أمته العربية عامة وشعبه الفلسطيني خاصة،
حتى آخر لحظة في حياته.
وقد توفي العتيلي عن عمر يناهز السابعة والستين عاما.
رحمه الله وأدخله فسيح جناته
تحياتي لكم